في البال اغنية يا اخت عن بلدي نامي لأكتبها...
لا اعلم لماذا يجب علي قضاء العيد دون اهلي. ادرك ان على احدهم ان يدفع هذا الثمن ولا اقول ان ذلك يستلزم مقابل, بل اقول ان هذا الثمن وأية اثمان اخرى يجب ان تُقدّر.
انا عالم بمهمتي ومدرك لأهميتها وحساسية غياب من يقوم بها, لكني كغيري من البشر لا نعمل بالبنزين, بل يحركنا الانتماء القائم على القيمة وتقديرها.
-
لن اقول لماذا بل سأقول كيف. كيف على امي ان تتحمل ان يقض المرض اضلعها ويقلق مضجعها, يؤرق ليلها ويرهق نهارها؟
تبدو هذه صيغة شكوى؟ ربما.
ورثت امي عن جدتي ملامحها ونظارتها, كذلك ورثت ضمور في كُلى وفشل أخرى, كذلك ورثت صبر امتد مع جدتي لعشرات السنوات ( اتمنى ان يطول صبر امي ولا اتمنى ان يطول ابتلاءها)
من اللطائف فيما ورثته امي ايضا, حين زرتها ذات مرة في سريرها بالمستشفى وجدت عندها طبيب تضحك عندما تذكر اسمه , ولما استفسرت قالت : دكتور ايمن هو اللي كان بيعالج ستك زينب.
ورثت امي الداء و الطبيب.
لن استيقظ لأُكبّر و أُهلل و استقبل عيد ليست فيه طلتها..
ادرك ان انفصالي عن المنزل اسقط منذ سنوات تقليد انطلاقي من حضنها نحو ساحة صلاة العيد و العودة اليه مجددا بعد الفراغ من الصلاة, لكنه سن رحلة جديدة بين ساحة الصلاة و حضنها, رحلة حج ترفع فيها الاعمال, اشبه بذكر الله الذي تعد الصلاه على عظمها فرع منه.
هل استيقظ فأكبر الله كبيرا و احمده كثيرا؟
لماذا اسأل؟ هل احسبني كبرته كفاية وحمدته كفاية؟ هل انتظر المقابل؟!
هل اكتب ما يمنعه عني صبر والدتي؟
هل تكتب امي هذه السطور؟
هل ورثتها عنها؟
في البال اغنية يا اخت عن امي نامي لأكتبها
-
بينما اضبط التاريخ على الحادية عشر و ثماني دقائق من العام ٢٠١٥ وعندما اكتشفت اني غيرت التاريخ دون قصد ل ٢٠١٦ قلت لك قبل ان اعدله : لم لا؟
في البال اغنية يا اخت عنك سأنام لتكتبيها
١٧ يوليو ٢٠١٥ - ليلة العيد
صحراء وادي النطرون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق