الجمعة، 29 مايو 2015

الخيال و الواقع / او / الواقع و الخيال

انا مريض بأحلام اليقظة.
انا مهووس بإني أتسمع.

دايمًا بستغرب لما اقابل حد و افضل اتكلم ما ابطلش كلام , انا ليه ما بطلتش كلام؟ هل عشان ورثت كتر الكلام عن جدي و خالي  زي ما بتقول ماما؟ طب ماهو انا بفضل اتحايل ع جدو دلوقت عشان يحكي لي ما بيرضاش و لو رضي بيحكي بسيط.بسيط.
رغم تأكيدات الجميع ان جدي لأمي هو اللي اورثني الرغي , الا اني فاكر كويس ان جدي لأبويا هو اللي كان ما بيبطلش كلام معايا , يعيد من جديد ويفتح مواضيع   يحكي بتفاصيل مكملة للحكي القديم , افكره بتفصيلة مخالفة يوضح لي انها رواية حد اكد له زمان انها غلط و يكمل حكي التغاصيل الجديده , طب لما الروايتين من زمان و انت اتأكدت ان واحده منهم غلط بتحكي الاتنين ليه؟

اقولكم برضو ليه بستغرب اني مش ببطل كلام لما اشوف حد , عشان انا طول الوقت و انا قاعد لوحدي بستحضر حد من صحابي او كل صحابي و احكي لهم عني و عن دواخلي و عن اهلي , احكي لهم الحكي اللي بستغرب اني لما برغي معاهم برة احلام اليقظة ما بقولهوش.

كل كلامي مع الناس و كل الحكي اللي بحكيه اجوف , مفيهوش الصدق اللي بيرضي روحي ويحسسني اني حكيت حاجة عاوز احكيها. كل كلامي حواجز عشان ماحدش يدخل جوايا. عشان ماحدش يدخل جوايا ازاي اذا كنت حكيت لهم كل حاجه و انا قاعد لوحدي؟
او العكس : بستغرب لما بشوفهم وبحكي معاهم  انتوا ازاي ما بتتكلموش؟ مش انا لسه متكلم معاكم قبل ما اجي وفضلت ارغي كتير و حكيت اللي بقوله دلوقت و اكتر كمان ؟  انتوا مليتوا و خايفين تقولوا؟  طيب انا مش هبطل كلام ف مواضيع فارغة بقى عشان كل المهم قولتهولكم ف احلام اليقظة, وعشان شكلكم مش ناويين تتكلموا.

انا بحس اني استهلكت  و اني بحكي اي هبل , حرفيا اي هبل , عشان انا ما ببطلش كلام  سواء فيه حد جنبي او مفيش.

الموضوع مالوش علاقة بتعدد العلاقات او يمكن مالوش اصول بيها , عشان انا فاكر كويس و انا ف ثانوي و كمان قبل كده كنت بفضل قاعد ع السرير بالساعات اسافر ف حتت و اكلم ناس لما بخرج من الاوضه ما بكلمهمش.
و انا ف ثانوي ولحد دلوقت مش عارف الفرق بين الواقع و الخيال , هل الواقع ان كان عندي صحاب كتير ف ثانوي؟ ولا الواقع اني ما اتحركتش من السرير و خلقت علاقات ف احلام اليقظه ؟  طب زمايل المدرسة دول كانوا صحابي؟  هو الواقع اني ضربت العيال اللي مضايقني ف المدرسة؟ ولا الواقع اني بقيت بقلدهم و اصاحبهم و  بزوغ من المدرسة و بروح العب معاهم الملاعب و السيبرات و برضو ما حبونيش؟

الحاجة الوحيدة اللي كنت بهرب بيها هي تطوير المواقع و البرمجة , واقعي الوحيد حرفيا , الحاجة اللي كانت بتخليني قاعد ف السيبر اكتر من ١٢ ساعة بعمل اي حاجة اي حاجة غير اني اتكلم مع ناس مش موجودين. بعمل حاجه بتميز الواقع عن الخيال , بسيب ف الموقع Bug عشان اصلحه تاني يوم , واقع اهو يوم بيكمل يوم.

فيه بنت صاحبتنا كل ما بشوفها بتقولي "احكي لي" الحقيقة اني اول ما بسمعها بتقول كدة بتفزع جدا. بحس انها بتتريق عليا , يابنتي ما انا لسه حاكي لك قصص كتير امبارح. بس بنتبه اننا بقالنا شهر مثلا ما اتقابلناش.
كل ما اوعدها اني احكي لها حاجة و اشوفها وما احكيهاش  ما بحسش بأي تأنيب , عشان ببقى واثق اني حكيت لها خلاص و ان اشطة هنتقابل نهري ف اي حاجة غير الحكي اللي اتفقنا عليه عشان انا حكيته خلاص.

قبل ما انزل الاجازه اللي فاتت كنت مقرر اني اجمع صحابي بتوع الكلية و احكي لهم عن حاجات مهمة ف حياتي  من باب المشاركة و تدعيم علاقتهم بيا وتعزيز فهمهم ليا (مش العكس) , و فضلت ارتب المواضيع , و بعد ساعتين تلاتة اكتشفت اني لسه ما خلصتش حكي في المواضيع دي. حتى اللحظة دي انا مش متأكد انا عملت كده الأجازة اللي فاتت ولا لاء.

هو الواقع اننا بنحب بعض بقالنا سنه ؟ ولا الواقع اني صارحتها من سنة و رفضت وانسحبنا , و انا نسجت السنه دي كلها ف احلام اليقظة؟
وهي بتقولي ما بحبكش تناديني بكذا , ومش  عاوزه نتكلم تاني , اخدت الامور بكل بساطة و قولت لها بكل ثقه : اشطه انا مش هناديكي كده وهقفل خلاص بس انتي عارفه اني هجيبك قدامي وهفضل اكلمك و اناديكي بكدة و اشطه عادي. هو انا قولت لها كده بثقة عشان عارف اني بكلم خيالي , اللي هو " بالراحة ع نفسك شوية انا عارف انك خيالي بيتكلم" ؟
اللي قولته سواء كان ليها ولا لخيالي هو اللي عملته و بعمله دايما , مش عشان هي البنت اللي انا بحبها وبس ,  ده عشان انا بعمل كده مع كل الناس برضو.  بمشي بمبدأ keep talking و ف الاخر خيالي موجود وهنقعد سوا  تسمع اللي عاوز اقوله و يمكن كمان اتطور بعدين و اخليك تقول اللي عاوزك تقوله.

انا بقيت بركز اوي قبل ما بحضن الناس و قبل ما اقول لحد وحشتني مثلا او كده , انا بقيت بحضن الناس بذمة حضن مطول , اتأكد فيه قدر الإمكان انهم قدامي فعلا و بين ايدي.  قبل ما اقول وحشتني بكون وقفت مع نفسي لحظة ادركت فيها ان مقابلاتنا ف اخر شهر مثلا كانت كلها احلام يقظة ما اتحركتش فيها من مكاني اصلا , فإشطه يبقى هو لازم يوحشني فعلا.

عاوز اقول لها انها وحشاني وبقالي سنة ما شفتهاش, اقولها ازاي اذا كان ده ممكن يكون ما حصلش؟ بس احنا اتفقنا اننا ما بدأناش؟!!! ياه لسه تاني؟!

يعني مثلا , انا بحكي عن ماما كتير  , بس بكلمكم عن ماما العادية اللي ممكن شبه اي ام تانية , لما قعدت مع صحاب الكلية قولت لهم كده و حكيت لهم ان ماما ف مرضها بالفشل الكلوي مرت بتلات مراحل : اول انتكاسة ساعة ما اغمى عليا ف الجامعة و تاني مرة ساعة ما اتصلت اهزر معاها و اقولها اني هفجر نفسي وتالت مرة يوم رمسيس.

هو ده الواقع ولا انا عاوز اشيل نفسي ذنبها ف احلام يقظتي ؟ هي التلات ايام دي حصل فيها الانتكاسات التلاتة فعلا ؟ ولا هي الايام اللي انا اكتشفت فيها الانتكاسات دي؟

هم صحابي عرفوا ده قبل كده ولا هيعرفوا لما يقروه ؟

انا عارف ان ده مرض , وعمري ما دورت على اسبابه او على علاج ليه و عمري ما اعتبرته حالة انتشي بيها , دايمًا لما بتجيلي لحظة الادراك دي بفضل مذهول , حتى دموعي ساعتها ما بعرفش هي واقع ولا خيال.

انا حياتي اتحولت ل "ياه لسه تاني؟!"  هعيد اللي قولته و اعيش اللي اتخيلته  , ده كتير و متعب ومرهق.  اذا كان متعب كده و انا لسه مش متأكد هو واقع ولا خيال , اومال هيبقى متعب ازاي لما اتأكد؟.

حازم اننا من كتر انغماسنا في الخيال ما بيقناش نحس بحاجة ولا حاجة تفاجئنا عشان "شوفنا كتير " فبقى كل الواقع جزء مر علينا ف خيالنا. قالي كده من غير ما افتح معاه الموضوع.

الكلام ده لازم يتنشر عشان يتحسم امره , مش زي باقي المرات.

تفتكروا انشره ف حتة ماحدش يعرفها عشان احس بارتياح البوح و ابقى ف نفس الوقت عندي دليل اني قولت الكلام فعلا ما تخيلتوش. 
ولا انشره ع فيس بوك؟  اللي بيقولي لما اقفل الاكونت ان ٦٩٥ صديق مش هيبقوا على اتصال بيك لو قفلته؟
انشره ع فيس بوك بابلك ولا لل ٦٩٥ صديق بس؟ هم اصلا اصدقائي؟ لاء. فإشطه بقى خليها بابلك.
وبابلك ليه؟  اخش تاني ف الصراع الازلي : هو من حق حد يعرفني او ما يعرفنيش انه يشير تجربة خاصة بيا؟  و زي كل مره استسلم و انا مش عارف استسلمت لإيه هل سمحت لهم بكده ولا ما سمحتش؟
هو انا قولت لهم ان عندي مدونة بشيل فيها الكلام ولا ما قولتش؟  مصيبة لأكون قولت و اقرر انشره ف المدونة عشان ماحدش يقراه و يطلعوا عارفينها و يقروه

لازم يبقى عندي دليل اني قولت الكلام ده. كفاية بقى كفاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق