ليست مشكلتها انها ابنة حواء , و انما مشكلتها و عِلّتها انها ابنة العِلة و المنطق , ابنة السبب.
ابنة النسب؟ لا , بل ابنة الزنى بين السبب و النتيجة.
لا تعشق من بنات المنطق .لا تتصل بهؤلاء القوم . و ان اتصلت فلا تكن صادقًا, فلا يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب لديهم عاشقًا , ولا يزال الرجل يعشق ويتحرى العشق حتى يكتب لديهم مهووسًا.
هي لا تحبك انت , تعجبها عِلتك.
يغفر الله لمن أُكره في دينه , وسوف يغفر لي بالتأكيد ان اُكرهت في عشقي و أرغمت ان اضمر اخلاصه و اظهرت لهم علله.
سأقول لها : احبك لأنك اجمل ما في الكون من نساء.
بعدها سأختلي بنفسي , استغفر عشقها و اردد تائبًا : احبها لأنها هي ما هي.
سأجمع بين الله و بين عشقي لها فأقول :
اللهم اني ابرأ اليك من عِلة او غرض
يا عشقي اني ابرأك من اي علة او غرض
اللهم طهرنا
فلتثبت يا عشقي على طهرك
اكذب حتى تحبك , اكذب اكثر حتى تعشقك. كن انانيًا بحق. انتزع حقوقك و ابطش بحقوق ليست لك.
تكمن مشكلتك في انك لم تخاطب ابدًا بشريتها , لمّ؟
اعترف اني ابالغ دومُا و لكني اعترف ايضا اني ما انتبهت يومًا لبشريتها. وليعارضني من يعارض و ان عارضتني هي, وليحاسبني من يحاسب و ان حاسبني الله.
اخطأت حين قلت ان الصفات خيانات , كان عليك ان تنافق و تكذب و تشرح و توصف مالم تكن ادركته وقتها ولم تدركه حتى الآن.
يا اخي قليل من الكذب في حديثك عن السعادة , قل انك تكون سعيد بجوارها فقط ولا تقل انك تكون سعيدا بها بوجودها بأنفاسها كانت قريبة او بعيدة.
اذا كنت في نظرهم كاذبا و مُدعي ومهووس فلماذا تتوجس من قليل من الكذب و الادعاء؟
لن يصدق احد انك لا تسعى للسعادة مثلهم لا تضع لها تعريفا ولا توليها اهتمامًا , لا يصدقون انها ادراك حسي بلا نمط او شكل او شخص او مدة او سبب. لن يصدقوا ان امر يحدث بلا سبب.
كنت افخر دومًا بالقول " لا يهمني صدق قصتي ولكني متأكد من انها حدثت بالفعل وهذا هو المهم " و الآن بعد ان فتنتني في صدقي , بت اوشك على السعي نحو ان اُصدّق لا أن أٌصدِق. ولعله من ضروب الإكراه في الحب كما الاكراه في الدين. و حسبي الله ونعم الوكيل.
هل نفعك تكرارك " احبك بلا سبب" ؟ هل نفعك الصراخ بها ؟ هل سمعك احد ؟ هل " ادركها " احد ؟
اذا فلنكذب.
ممم , لنسميه كما زهدًا. نعم , تنازلك هذا و اصرارك عليه يسمونه زهد , و بالمناسبة هو لديهم دوما في خانة الادعاء و الاتهام و الانكار. ولا تسألني كيف وضعوا مصطحلًا لأمر ينكرون وجوده.
لماذا قلت لها ان عيناها ليل يضيء الضروري , و انت تعلم ان ما يعجب القوم هو عبارتها الاصلية "نهداكِ ليل يضيء الضروري" ؟ النتيجة : لا احد يصدق ان كحل العيون صرفك عن النهود. اكذب قليلا. لا شأن لي بما شعرت به , ولا شأن لهم , نحاول الآن ان نكسبك مصداقية لدى اهل السبب. نحاول ان نكسبك السبب.
لنجعلك مادح الجسد و ملتحمًا به و لتتخلى عن رغبة روحك في الاتحاد بروحها.
لنجعلك عابدًا للعقل , ففي رأسهن - نساء قوم المنطق- عقل , و في جوفهن ايضًا عقل. لذا لنجعلك عاقلا ماديا و نصرفك عن الطبيعة المجنونة لروح او طبيعة روحك المجنونة. فنحن نعامل عقل وُجد من زنى السبب بالنتيجة.
احبك كما احب الغانيات ولكن حبك اطول قليلا من عبور سرير.
اعجبتني جملتك تلك فهي من حقائق عالمهم ولكن دعنا نهذبها قليلا لتتناسب مع الشكل المقبول لديهم و بالطبع لتتناسب مع السبب.
احبك لجمالك و لمظهرك و لحظوتك و حضورك , احبك للفانيات.
لن ننبها لأنها اسباب فانية و ان كل الأسباب فانية , لذا سنقول " احبك لجمالك و لمظهرك ولحظوتك وحضورك , تلك الامور التي جعلتني اختارك"
و الاختيار هو صنمهم ومعبدهم و كهنته وقبلتهم و كتابهم المقدس.
نعلم انا و انت وهي انك لم تخترها و ان ما وقع قد وقع دون سبب او اختيار و انا هذا لا يضيرك في شيء اذ يحدث بلا حول منك ولا قوة , ولكنها مثلهم تحب الاختيار , فهو مرجل الإثارة و الشغف ومرجل الأنانية و الافضلية. فيعتقدون انهم سيختارون يومًا من يفض بكارة عقولهم ويحول ما في جوفهم من عقل مجرد الى قلب عاشق.
قل : من بينهن اخترتك فأحببتك
ولا تقل : من بينهن عشقتك. هكذا دون اختيار.
قل : انتي جميلة لأنك في فستان انيق.
ولا تقل : انت فستان انيق لأنها فيك.
قل : تلك ابتسامة جميلة لأنها قوية - دليلة ( او اي وصف كاذب)
و لا تقل : تلك ابتسامة جميلة من رحم لؤلؤ.
قل : سأكون مسرورا لو شاركتني كذا
ولا تقل : سأكون مسرورا اذا سرّكِ كذا
قل : الحكي امر ممل و انا سئمته لأن لا جدوى من الشكوى
ولا تقل : اطربيني بشكواكِ فتح الله عليكِ.
قل : السعادة في كذا لأن كذا يفعل كذا فينتج عنه كذا الذي يولد السعادة
ولا تقل : السعادة عرضًا وليست طول.
لا تقل : " انتي الوصل و الصلة و الواصل , و الموصول "
ولكن قل : ضقت بك و بوصلك ذرعًا لنسترح قليلا.
تُصر على انها ابنة السبب و تفتخر بنسبها له , و الحق ان الفخر لديهم و ان اقترن بالنسب فلا يقرنه الا فاقده , لذلك اخبرك مجددا ان عقلها ابن زنى السبب بالنتيجة. و انها نتيجة تمامًا كأمها.
"لن اعتذر عما فعلت او ما قلت , فكل شيء و كل شوق و كل لقاء كان بيدك , فما دفعني اليه الشوق من انكباب انما اوقدتِ انتِ مراجله. "
٢٧-٥-٢٠١٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق