انا بكره العالم الإستهلاكي الفرداني اللي بنعيش فيه.
المترو داس على حد و وموته والناس مش مهتمة غير ان المترو اتعطل.
السواق بعد ما فرمه فرمل. طب ما انت لو عرفت انك فرمته تبقى عارف انك كان لازم تفرمل بدري.
الناس وصل بيها الامر لإنها تلوم الست اللي اغمى عليها على الرصيف من المنظر بتساؤل ساخر : هو يقرب لها حاجة ولا ايه؟
الناس بيلوموا الشخص اللي حطته اقداره قدام المترو و انه كان لازم يجري اسرع من كدة او يكون اكتر حكمة في قراره. كل ده عشان لما شاف المترو اتخض و ماعرفش يتحرك. الناس بتلوم عجزه عن التفكير قصاد الموت.
طلعت اشاعة انه طفل صغير كان بيلعب على الرصيف فأول تعليق كانت أن امه ماعندهاش دم عشان تسيب الولد يتنطط على الرصيف.
طلعت اشاعة انه راجل عاوز يلحق المترو اللي في الناحية التانية فأول تعليق كان أن الدنيا ما طارتش، يليه في نفس اللحظة تعليق : طيب خلاص ياريت المترو يتحرك عشان نروح اشغالنا.
طب ماهي برضو الدنيا ما طارتش!
المترو كمل عادي ، و آلاف البشر جوة العربيات مش مهتمين غير انهم يوصلوا الشغل اللي بيستهلكهم. يمكن الناس اللي في العربيات الاخيرة ما يعرفوش اللي حصل اصلا. وحتى لو عرفوا ما اعتقدش أن تعليقاتهم هتختلف.
فكرة أن الجموع تتحكم في مصيرك دي فكرة مفزعة. و الافزع انهم مش بيتحكموا فيك عشان عندهم مصلحة جمعية ، لاء دول بيسحقوك بشكل فردي من شخص لشخص وكل واحد مؤمن ومنتشي أن دي مصلحته الفردية و لازم هي اللي تسود مهما كانت مصلحة مؤقتة زي انه ينتصر في مشوار الوصول للشغل مع ان الشغل اصلا مش مصلحته، مهما كانت مصلحته تافهة حتى بالنسبة له لازم تسود حتى لو على جثتك.
.
السعودية بتقتل الآلاف وتشرد الملايين في اليمن بدعوى انها تبعد بين ايران و مكة ، مع ان صاحب مكة نفسه قال أن هدم الكعبة اهون من سفك الدم.
.
مفيش حاجة اهم من روح الآخر ، عشان الآخر برضو يبقى قدامه مفيش أهم من روحك.
.
ممكن تبقى فرصة نمارس هوايتنا في التحدث الى الغرباء و نقول لتلك الروح الغربية التي زهقها المترو : سلامُ عليك اينما حللت غير متعجل و غير مُهمِل و غير مُهمَل. فزعنا خبرك ، لا فزعك الله في مستقرك.
.
انا بكره الفردانية و بحس بخنقة و ضيق كل ما بشوف حد فرداني او تواق للفردانية ، بحس انه الشخص الجميل الذي عاوز يعيش حياته بشكل نفعي تماما وهو احد السائرين المحتملين فوق جثتي الملقاه على قارعة الطريق.
I'm totally disappointed.
الجمعة، 9 يونيو 2017
الى الفردانيين: لن تمروا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق