الجمعة، 9 يونيو 2017

مساء الارواح التائهة

يُخبر الله عن نفسه بأنه " الأول و الآخر"
.
انا مؤمن أن الانسان هو انعكاس لله على الأرض. انعكاس ثانوي لأمور كلية اختلف على تعريفها هل هي صفات أم افعال أم ادوات. و ان اتجنب النقاش في طبيعتها فأسميها " أمور الله ".
الرحمة و المحبة و المنح و المنع و القوة، اليد و الفكرة و الخلق و الصنع، الدقة و النقصان و الكمال، السلطة و الطاعة و التسلط.
نفخ الله من روحه في الانسان فمازال الانسان يمنح هذه الروح الى ابناء يكبرون بها ثم يمنحونها لأخرين وهكذا وهكذا الى أن يحبس الأرواح من أطلقها منذ أول.
-
حتى البطش ماهو الا الاستخدام الانساني للقوة التي وهبها الله له من قوته.
و تجاوزًا للامثلة المترادفة نقفز الى أن سعي الأنسان إلى الكمال انما هو حنين الجزء الى كله. ذلك الحنين الغريب الذي يدفعنا دوما للقول " ثمة امر ما ناقص" مهما بذلنا من مجهود لأتمامه او للأقتناع بأنه كامل. بل أن هذا النقص هو المحرك الأساسي للمتناقضين: الرضا و الطمع. فإن ادراك النقصان يدفعك الى  التواضع والكف عن ادعاء الكمال ، وهو كذلك ما قد يدفعك الى اللهث وراء الكمال.
أن هذا الشعور بالنقصان انما هو الاساس لشعور الإنسان بالغربة، وهذا أمر أفهمه تمامًا، فتلك الروح منبتها السماء و ستظل حائرة ولن تستقر الا في السماء. سواء في نهاية مطافها او بتمسكها بصلات حقيقية مع السماء حتى يحين أوانها.
-
اللي أنا واثق منه ومؤمن بيه أن الحب من أهم أمور الله. لو لم يحب الله الأنسان لما وهبه روحه.
وعلى أن وهْبنا روح من الله لم ينقص من روحه أمرًا، يبقى هذا هو الدرس الأول الذي طبع فينا أن نوهب روحنا لمن نحب.
ولعل ذلك بداية جيدة لفهم لماذا قد يكتب أحدهم قصيدة نحتار هل كتبها الى الله ام الى انسان.
-
كل اللي اتقال ده مرده الى محاولتي الناجحة لتفهم مقاربة الشاعر بين قول الله عن نفسه " هو الأول و الآخر " و قول الشاعر " أنتِ بداية روحي و أنتِ الختام "
.
ايتها الأرواح التائهة،  مساء الخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق