الجمعة، 9 يونيو 2017

يوم الرجل العالمي

احنا مش محتاجين نثبت حاجة لحد ، ومش محتاجين ابراء ذمة او اخلاء مسئولية قبل ما نتكلم عن افكارنا. احنا بنقف كدة بكل اعتقاداتنا و نقول ها أنا ذا.
بديهي جدا أن تكون كتاباتنا هي تجربتنا الذاتية او انعكاساتها او نتايجها، فأحنا مش محتاجين نشرح ده لحد ومش محتاجين نبرره.
انا مش عارف اروح فين ولا اجي منين.
.
هو ليه العالم بيحتفي بيوم المرأة العالمي و مش بيحتفي بيوم الرجل العالمي بنفس القدر؟
.
جزء من الفزع من فقد ماما اني فقدت التجسيد الأول و الرئيسي للأنثى في حياتي. ده امر مفزع. قدر الحنية و الحب ده ماعادش موجود، في لحظة كل ده ما بقاش موجود. النبع اللي كان بيغذي تصوري و تطلعاتي ناحية الأنثى فجأة اختفى. ده امر مفزع.
احنا بنعرف أن الناس بتحبنا عشان احنا جوانا حب في الاساس ، الحب ده منبعه الأم. بنقيس على حب الام حب اي حد تاني ، بنقيس على وقفتها جدعنة اي حد تاني ، بنقيس على حنيتها طيبة اي حد تاني، مش بس حبها المتجلي في سلوك يظهر او يختفي ، حبها المترسخ في كونها ام. فاهمين النقطة دي ؟
.
من الحاجات اللي اتعلمتها من ماما أن الامومة مش مجرد علاقة بين ام و أبناءها، هي في الاساس علاقة بين بشر، المحبة فيها هي انعكاس للحب بين البشر. من الحاجات اللي عرفتني ده لما ماما كانت بتغني لكل حد فينا مقطع من قصايد ام كلثوم  او تردد وراها وهي بتغني ، او تقتبس من اغانيها في الكلام معانا وهي تقصد تقول المعنى ده. مواقف علمتني ان اللي بيحب مرة بيحب مرتين، و اللي بيحب انسان بيحب ولاده ، و ان الحب ما بيتجزأش. و يمكن ده اللي خلاني استوعب بعد كدة لما قريت قصائد بتمزج بين الحب الالهي و الحب البشري و الناس احتاروا في تحديد وجهتها مع أن الموضوع سهل وبسيط : الحب واحد.
.
لما سارة بقت بتعرفني و بقت تبص لي لما حد يسألها : خالو احمد فين ؟ جسمي قشعر لما بصت لي وضحكت لي ضحكة مخصصة موجهة ليا عشان انا مش عشان بتضحك وخلاص. شفت كل ضحكة ضحكتهالي ست في حياتي، أولهم ضحكات ماما و جدتي اللي كانوا شبه ضحكة سارة جدا بالذات في الملامح.
.
هو ليه مدرسين الحضانة و اولى ابتدائي بيكونوا ستات؟
.
و انا في خامسة ابتدائي كان فيه مدرس الولاد مش بيحبوه وبيتخنقوا منه ، بس انا كنت بحبه مش بس عشان كان مدرس الخط الموهوب ، بالاخص عشان مراته كانت مدرستي في اولى ابتدائي ، كنت بحسه حد من اسرتي.
.
طبعا امر مفروغ منه اني بحس أن الستات بيدوا  الحياة طعم ، بس انا برضو بحس أن الستات بيدوا للحياة ثِقل، بيحسسوني بأني موجود هنا ، على هذه الارض، مش طاير ، مش سايل ، مش هلامي وماليش ملامح.
.
انا فعلا بستغرب من الناس اللي بتسأل هو ليه بنحتفي بالستات ومش بنحتفي بالرجالة، يعني بذمتك دي مناظر نحتفي بيها؟
.
ﻣَﻦْ ﻏﺰﻟﺖْ ﻗﻤﻴﺺَ ﺍﻟﺼﻮﻑ
ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕْ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺃَﻭْﻟَﻰ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ـــــ درويش
.
انا مؤمن جدا بأن لو الميزان بين الراجل و الست مش متساوي فهو لصالح الستات ولازم يكون كدة . انا بحس انه طبيعي جدا اننا نحتفي بالستات ، بعض النظر المجتمع عادل تجاههم او لاء ، سواء في مجتمع متقدم او متخلف, الاصل في الراجل أنه يقدر الستات ويمتن لوجودهم في حياته.
الستات فيهم حاجة متشابهة ، فيه احساس كدة في حضرتهم مميز ، احساس مختلف انك في حضرة ست. دي حاجة مش بتتشرح ولا بنسوق الأدلة عليها ، دي حاجة انا بحسها جدا لما اشوف اي ست في اي مكان او في اي وقت ، فيهم حاجة حلوة.
الحاجة دي اللي بتخلي البنت الصغيرة اللي في اللفة تفضل تعيط لحد ما تشيلها ايد أنثوية حتى لو ايد طفلة اكبر منها بكام سنة.

ممكن نقتبس التذييل السابق الصادم مجددا :
" Men are born between a woman's legs and spend the rest of their lives trying to get back in them. Because there's no place like home."

وممكن نكون أكتر ذاتية و نعكس تجربتنا الشخصية قائلين :
I was engendered by a woman's hands  , and I wish to die between a woman's hands , because there is no place like home.

انا مش ممكن اتصور حياتي من غير الستات، جحيم اقسم بالله.
ـــ
نستمع الآن الى أغنية ابن القمر
Hijo de la Luna
من التراث الاسباني مترجمة إلى الإنجليزية.
https://www.youtube.com/watch?v=dK_FHUe5UiE
.
.
وكل سنة و انتوا طيبين بمناسبة ان النهاردة عيد الأم في ألبانيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق