المصلية الحمرا اللي ماما قالت لنا ان جدي جابها من السعودية و هو بيحج كانت دايما عبارة عن دليل ما اني اعرف حد مميز لدرجة انه شاف الدنيا من فوق بالطيارة.
كنت دايما بألِح ع ماما و اسئلها اذا كانت سافرت معاه وتقولي لاء ما سافرتش معاه. اقوم بعد شوية ايام اجيب المصلية ف جملة ما فتقول ماما كعادتها- اللي ورثتها عنها- تكرر القصة تاني اقوم بنفس الاصرار اسئلها اذا كانت سافرت معاه ولا لاء و نفسي تطلع نسيت مثلا وتقولي اه فعلا سافرت وشفت الدنيا من فوق. و انا بسألها بفضل مترقب اني اكتشف ان عندي ام سافرت وشافت العالم من السما.
بعد ما بدأت حكايات بابا عن العراق و الاردن و سوريا و انه اتنقل بينهم بمنتهى الاريحية -بالعربية- و عن سفرياته الكتير بين العراق و مصر و تنقلاته في العراق نفسها برض ما حستش بإحساس التميز اللي كنت متتظر احس بيه ومتشوق له ف سؤالي لماما اذا كانت سافرت قبل كده ولا لاء. بل اصلا بحس بتشوق في حكايات ماما عن تنقلات اسرتهم من ادكو لإمبابة لإسكندرية لإدكو أكتر من تنقلات بابا بين مدن و احياء معرفش اسماءها ومنتظر تكون مبهرة زي الاعظمية و الكاظمية و الللاذقية.
انا فاكر رد فعل بابا لما عرف بكارثة جسر الاعظمية اللي كان بيحكي لنا عنه كونه "جسر" بين السنة و الشيعة. وصفه اللي ما كنتش بقدر اميز هو مجاز و لا حقيقة لحد ما فهمت منه ان الاعظمية سنة و الكاظمية شيعة و بينهم جسر فعلا بسبب او بآخر ما حصلتش عليه مشاكل غير بعد الاحتلال. القصة دي و غيرها بتحسسني اني ورثت الانتماء عن بابا اللي هو بتأقلم بسرعة او ببطء بس بنتمي للمكان والناس بسرعة جدا. وده امر مؤلم في التنقلات الكتيرة خاصة مع سحلة الدنيا.
رد فعله كان بالظبط نفس رد فعل جدي لما عرف اني مش عارف اوصل لشارع زكي مطر ف امبابة اللي بقت مليانة بشر زي النمل بعد ما كان مش بيشوف كل حاجه ف "قرية امبابة" من عند القسم. (معرفش ده معقد بأي درجة بس ادركت تعقيده من رد فعل جدي) و على الرغم من كدة جدي بيعتبر ال٢٠ سنة بتوع امبابه حاجة عابرة ما فكرش لحظه يتمسك بيهم لما ابنه جات له كلية ف اسكندرية!
اول مرة رحت فيها قلعة المقطم و وقفت عند متحف الشرطه و بصيت ع منظر السلطان حسن و الرفاعي وشكلهم الساحر و يومها كان الجو برد وهو كنا ف اول الشتا زي اليومين دول. الجو ده و اليوم ده خلاني افتكر شخص واحد هو فريدة و من ساعتها و انا مؤمن ان المشهد ده محتاج عين فريدة تبص عليه. وده بالنسبه لي وعد و امنيه ف نفس الوقت.
كابوس ان مبقاش فيه اغتراب في الكليات و ان فريده كده هتتحرم من التنقل حتى لو داخل مصر حاجة مفزعاني جدا. ازاي البنت هتعيش فترة شبابها ف مكان واحد موصول باللي فات من حياتها ومصيبة ليكون هيتربط اكتر باللي جاي من حياتها. احيه البنت مش هتشوف الدنيا كده يا ولاد الكلب يا مركزيين.
موضوع ان سمير سافر كتير برة مصر ده موضوع جميل اوي وكل ما بفتكره بتبسط.
ماما دايما بتفكرني بحلم بحاول انساه حلمته و انا صغير اني سافرت ورجعت لقيت ماما ماتت.
انا فعلا نفسي اسافر جدا و الف العالم كله بس نفسي اكتر ماما تسافر وتشوف الدنيا من فوق. برضو ده بحسه امنية ووعد.
كل العيال تقولك نفسي امي تحج , انا بقى نفسي امي تطوف مش بس حوالين الكعبة, حوالين العالم كله.
احنا لايقين على بعض...
- نفسك ف ايه يا سعيد؟
- نفسي اسفر ابويا فيينا
-اشمعنى؟
- وهو ف الخدمة شاف تقرير عن النمسا و عجبته فيينا اوي ونفسي اسفره يزورها.
انا ليا واحد صاحبي اسمه اجمد سعيد نفسه يحجج ابوه لفيينا!
ان يبقى نفسك ابوك يزور مكة ده حب. انما يبقى نفسك ابوك يزور فيينا ده حب غير عادي.
انا ما انكرش اني اتعلمت كتير من التنقلات بين ادكو و القاهرة و فترة الاستقرار ف الفاهرة. وما انكرش اني متضايق جدا ان علاقتي بالحركة ما خرجتش عن القاهره و البحيره و اسكندرية! حاجه منتهى العقم يعني. بس برضو ما اقدرش انكر اني تعبت من السفر. ودي فرصة نردد "عن شبابه فيما افناه ؟ في المواصلات" ورغم كده لسه مستني انفاذ وعد نصر بالاستقبال ف المنصورة و محتاج فعلا اروح كذا بلد يا جدعان ما ينفعش كده والله انا فعلا عرفت صحاب من ال٢٨ محافظه لما كانوا ٢٨ ومعرفش وصلوا لكام دلوقت. كلكم نظر يعني :D
انا فخور بأسامة لما لف الصعيد كله الصيف اللي فات من نفسه. حاجه برنسة كده ف نفسها. وبعكس اللي زعلوا ان اسامة ما فالهمش قبلها حسيت ان اسامة كبر و بقى قوي ويقدر يتحمل مسئولية نفسه من غير "اذن" الاهل او الصحاب اللي تسلطهم احيانا بيعدي التسلط الاسري.
فيه واحد صاحبي بدون ذكر اسماء محمد زكي كان معاه فيزا للسفر لامريكا و قرر لسبب او لآخر ما يسافرش تاني كنت بقول لو انا مكانك كنت سافرت بصيت على امريكا ورجعت ف الطياره اللي بعدها المهم اكون بصيت ع الدنيا بين هنا و البعيد اوي اللي اسمه امريكا.
من اللطائف ان فريدة حكت لي من كذا يوم عن حاجه ما كنتش اعرفها ان ماما وبابا قضوا اسبوع عسل بعد الجواز في بورسعيد :D وساعتها ادركت سبب اختيار بورسعيد لسفرياتنا الاسرية زمان ;) ماهو اللي بنشتريه من بورسعيد ممكن يتشري من اي حتة و الوقت ف بورسعيد زي الوقت ف اي حتة, تعليقات انتفت بعد ١٥ سنة.
من اللطائف برضو ان عطاالله قعد خمس شهور عشان ياخد تصريح يدخل مصر من فلسطين واخد تصريح المانيا ف يومين.
بفضل ابص ف الشارة اللي جابهالي عطا الله و بتأمل ان دي عملتها ايد ست فلسطينية ف قرية جنب معرفش فين عشان تبيعها و تصرف ع اسرتها. انا من كتر حبي ف الشارة محتفظ بيها ف قمقم :D
ياريت يا جدعان اللي يسافر اي بلد جوه او بره مصر يجيب لي تذكار من هناك هبقى ممتن جدا.
الفتره دي بس حسيت بهواة جمع الطوابع, فيها من قبس السفر و الترحال.
وهكذا الامر مع المزيكا اللي بسمعها من بلاد بعيدة و المدونات اللي بقراها و الراديو الاون لاين اللي بيبقي من البرازيل ومفيش حد بيسمعه غيري! بحسه سفر و الله يا جدعان.
نفس الامر بلمسه ف هاني اللي افترج ع افلام وسمع مزيكا من كذا عصر و كذا ثقافة مختلفة بحس السنيما بالنسبه له سفر
في جوجل فيه ميزه اسمها street view بتخليك تتجول في اماكن ف جوجل مابس كأنك بتزورها بالظبط , جربوها يا جماعة و اشكروا جوجل اللي بتغير العالم و بتقرب البعيد من المعلومات و الاماكن و غيرها كتير.
عندنا ف ادكو فيه سردين اسمه سردين سويسي , دايما بقول يا بخته سافر من السويس لإدكو و انا ما سافرتش!
بفضل ابص ع مراكب الصيدين اللي اكتشفت مكانها مؤخرا- وده من دواعي سخرية اي حد ادكاوي مني - و اقول ازاي انت عايش جنب البحر وعمرك ما ركبت مركب!
يا جدعان جدي لأبويا سافر السودان و حارب في فلسطين و اتأسر هناك و كان بيروح المصنع ف كفر الدوار بالعجلة ورغم كل ده كان شايف ان ده مش امر مبهر , مش واو يعني!
انا عاوز اسافر انا و اهلي بشكل مُلِح. نفسي اهلي يشوفوا الدنيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق