ثورتنا انتهكت . . . ثلاث سنوات ننتظر محاكمة سفاحين انتهكوا اجسادنا تعذيبا وقتلا , ثلاث سنوات ننتظر الانصاف من قضاء فاسد وقانون معيب .
هان علينا حبس وقتل وسحل زملاءنا , خوّنا رفاقنا و قذفناهم بما ليس فيهم و اعتبر كثير منا ثورتهم ذنب . . . فلم يزد موقفنا الظالم سوى سفورًا و "بجاحة" فإمتد بطشه ليسحل ويقتل ويحبس زميلاتنا ..
قانص عيوننا يجد من يشهد له بالكفاءة و من يدافع عنه ومن يبرر عدم القبض عليه ومن يجدد حبسه الاحتياطي المُرفّه ومن يحكم عليه بعد سنتين بمنتهى المهل بحكم واهي ...
فجأة صُبغ العدل على قتلة جيكا ومُعطلي قضيته في المحاكم , فجأة صُمت آذان رفاقه .. فجأة كُممت أفواه رفاق " ست البنات " فجأة القي بالبنات الى غياهب السجون بحكم ومحكمة وقضية ومدّعي ولكن بلا تهمة ..
البلالين و البانر و الفلايرز اصبحت أحراز البنات كنتيجة طبيعية لرد فعلنا المتخاذل تجاه تهم حيازة كاميرا وحيازة كمامة ...
هل ينقصك أن تلتقي بعتمة الزنزانة حتى تدرك اننا في دولة ظلم ؟
هل تعد نفسك ليوم يتم القبض عليك عشوائيا بلا تهمة و أنت تسير في شارع جانبي اتقاءًا للمظاهرات "اللي مش عاجباك " ؟
هل تعد نفسك ليوم تستيقظ بلا أب أو بلا أخ أو بلا صديق فقط لأنه كان في التوقيت الخطأ في المكان الخطأ ؟
هل تدرب نفسك من الآن على القاء جملتك السخيفة " ايه اللي وداه هناك " ؟
ثلاث سنوات ضاع منا فيها الأمل فباغتنا شهيد يلهبه في نفوسنا بآخر كلماته قبل وفاته " خايف من ضياع الأمل أكتر من الموت "
ثلاث سنوات يثنينا فيها اهلنا ويعرقلنا الحجر و الشجر و تقتلنا الدولة ويبرأ قاتلينا القضاء و الإعلام بشهادتكم الزور . . . بصمتكم ..
ثلاث سنوات من التفرقة بين المعتقل ابن البيه و المعتقل ابن العامل ...
ثلاث سنوات و الموت يدق ابوابكم في صديق او جار او زميل ...
ثلاث سنوات ترددون " ايه اللي وداهم هناك ؟ " , ولا تدركون ان تحسين حياتكم و رفع الظلم عنكم هو " اللي ودانا هناك "
ثلاث سنوات يقض في مضجعنا صراخ الدماء و أنين المعتقلين و دموع الأمهات , ثلاث سنوات يقتلنا المتخاذلون ألف مرة و تستلذ بقتلنا يد القاتل يحييها قائل " جدع يا باشا "
ثلاث سنوات كل يوم فيها يوم فصل , ينادي منادي " أين أنت ؟ " ليذكر كل منّا أين هو من الظلم و القتل و السحل و الدماء ..
ان سكوتكم على الاحكام الظالمة على زميلاتنا في الاسكندرية ومن قبله السكوت على الاحكام التي قضت على مستقبل زملاءنا طلاب الازهر لا يجب ان يريح ضمائركم , بل انه سيشهد عليكم يوم يصيبك الظلم من دولة الظلم . . .
وفاءًا للشهداء و المعتقلين والمفقودين . . . وفاءًا لمبادئهم التي علمونا اياها ... وفاءًا ل "عيش" للفقراء ,وفاءًا ل " الحرية " لكل ذي رأي , وفاءًا ل " العدالة الإجتماعية " التي تساوي بين الغلابة و الباشاوات . . .
وفاءًا لهم . . . نذكركم .. لعل التذكِرة تنفعكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق