يقودني صديقي الى غرفته تماما كالأيام الخوالي. نجلس في محاولة لم الشمل على نفس المكتب.
لن تدخل علينا امه تحمل الطعام كما اعتدنا منها ايام الثانوية. لا لأننا كبرنا بل لأنه توفيت قبل عام.
سوف تدخل علينا أخته اذًا تحمل الطعام بنفس مذاق صُنع الوالدة. لكني هذه المرة لن اتبادل معها النظرات وهي تحمل في رحمها طفلة اخي المنتظرة.
تدخل امي معاتبة اننا مازلنا كسالى كما اعتادت منّا. وتبشرنا بالبشرة التي ننتظرها قائلة: لم تكبرا بعد!. نحمد الله اننا لم نكبر. و نعتذر منها ونساعد زوجة اخي.
لن يدخل علينا أبوه الذي هجر البيت لسبب غير معلوم منذ علم لأول مرة بمرض الأم.
قبل أن نبدأ بالأكل نطالع الكتب. هكذا كنا و هانحن ذا. اهملنا الكتب التي اعتدنا قراءتها منذ زمن. في مكتبتي و مكتبته الحاليتين توجد كتب اخرى ولكنها تتشابه مع كتب المراهقة في ان كلهم ليسوا للقراءة.
انظر الى مكتبة المراهقة في غرفته و اجدها منظمة تمامًا ولا يبدو عليها أي اهمال. فقد اعتاد اخته الصغرى تنظيف هذه المكتبة و الاعتناء بها منذ أن صارت تقود منزلهم وصارت تجلس فيه بمفردي.
القاهره، حلمية الزيتون ، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق