الأحد، 2 أغسطس 2015

اجمل من الشمس و القمر

ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻌﺮﻭﺳﻪ، ﺃﺻﺒﺤﺖ
ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ، ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ
ﺑﺎﻷﻣﺮ، ﻭﺗﻬﺎﻣﺴﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ : ﻫﻴﻚ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻻ ﺑﻼﺵ !! ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻌﺮﻭﺳﺔ ﺣﻴﺜﻤﺎ
ﻇﻬﺮﺕ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ..
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﺣﻴﻦ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮﻥ، ﺍﻧﺘﻔﺾ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺴﺘﻐﺮﺑﻮﻥ، ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﻧﻬﺎ
ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ !!
ﻓﺼﻤﺘﻮﺍ .
ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻞ، ﺣﻴﻦ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﺸﻜﻜﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﻮﻩ
ﻣﻨﻪ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ .
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺖ ﻳﺎﺭﺟﻞ، ﻫﻞ
ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻫﻤﺎ ﺃﺑﻬﻰ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎﺧﻠﻖ
ﺍﻟﻠﻪ، ﺗﻀﻲﺀ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻧﻬﺎﺭﻧﺎ ﻭﻳﻨﻴﺮ ﻟﻨﺎ
ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﻨﺎ؟ !!
ﺭﺍﺡ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﻟﻪ، ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺮﺃﺗﻪ،
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻱ ﺷﻚ، ﻫﻲ ﺃﺣﻠﻰ .
ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ
ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﺣﺪﻕ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻫﻞ
ﻳﻤﻜﻦ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺑﺪﻋﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻬﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﻲ . ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺟﻤﻞ.
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﺠﺄﺓ، ﺳﺄﻝ: ﺷﻮ
ﻓﻲ؟ !!
- ﻟﻘﺪ ﻃﻠﻘﺖ ﺍﻣﺮﺍﺗﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺐ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻱ. ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻌﺎ؟ !! ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﺷﺤﺎﺩﺓ.
ﻛﻄﻌﻨﺔ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﻜﺎﺭﺛﺔ.
ﺟﻦَّ، ﺭﺍﺡ ﻳﺮﻛﺾ ﻧﺤﻮ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﻣﻪ . ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺼﺮ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ
ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﺭﺃﺳﻪ : ﻭﻗﺎﻝ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻓﻜﺮ. ﻣﻦ
ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻴﺖ ﻟﻲ ﻭﻟﻨﻔﺴﻚ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ؟ !!
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺃﺣﺲ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺎﻓﺔ
ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻔﺼﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺤﺮ،
ﻋﺎﺩ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺣﺴﻨﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻛﻪ، ﺟﻠﺲ
ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ، ﻟﻜﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ
ﻟﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻪ ﻣﺎﻳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻟﻘﻠﺒﻪ .
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ، ﻫﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ
ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺸﻴﺦ، ﺭﺍﺡ ﻳﺮﺟﻮﻩ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﺃﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻣﺜﻠﻤﺎ
ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﻣﻀﻰ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺟﻨﻮﺑﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ
ﺟﺪﻭﻯ . ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ، ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ
ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺣﻘﻠﻪ، ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻪ
ﻓﺮﺳﻪ، ﺍﻧﺤﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﺳﻘﺎﻩ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ،
ﻭﺃﺳﻨﺪﻩ.
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺧﺎﻟﺪ ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ، ﻷﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻨﻪ ﻃﻮﺍﻝ
ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺐ
ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﺎﻫﺔ، ﻭﻫﺎﻫﻮ ﻳﺴﻮِّﺩ ﻭﺟﻬﻪ
ﺑﺮﻋﻮﻧﺘﻪ .
- ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻳﺎﻭﻟﺪﻱ؟ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥ ﻧﻌﻴﻨﻚ ﺃﻋﻨﺎﻙ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺳﻌﻴﻨﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺪ
ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻻﻳﻐﺎﺩﺭﻩ، ﻧﻈﺮ ﺧﺎﻟﺪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺒﻜﻲ .
ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺮﺍﺡ
ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﺃﻟﻴﻔﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ
ﺃﻃﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ : ﺯﻭﺟﺘﻬﺎ ﻟﻲ ﻭﺃﺿﻌﺘﻬﺎ
ﺃﻧﺎ.
ﻭﺍﻧﻔﺮﻃﺖ ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ .

ﺻﻤﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺭﺍﺡ ﻳﻌﺒﺚ ﺑﻠﺤﻴﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ،
ﻭﻗﻒ، ﺗﻤﺸّﻰ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺟﺪﺍﺭﻱ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﻋﺎﻗﺪﺍ
ﻳﺪﻳﻪ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ، ﻣﺤﺪﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ
ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺘﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻘﻠﻴﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ
ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺪﻭﺩﺓ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﻛﻮﺟﻮﻩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻲّ
ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺟﺪﻙ، ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺿﻴﻔﻲ
ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﻴﻔﻲ ﻟﻴﻮﻡ
ﺭﺍﺑﻊ. ﻭﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻠﻬﻤﻨﻲ ﺣﻼ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻷﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻚ
ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ .
ﻫﺰ ﺧﺎﻟﺪ ﺭﺃﺳﻪ : ﻭﻫﻞ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺤﻞ ﻳﺎ
ﻭﺍﻟﺪﻱ؟
- ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻴﺎ ﺍﻧﻬﺾ، ﺟﻬﺰ ﻓﺮﺳﻚ
ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺴﺎﻧﺎ ﻧﺼﻠﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ.
ﺭﺍﺣﺎ ﻳﻘﻄﻌﺎﻥ ﺍﻟﺴﻬﻮﻝ، ﻳﺼﻌﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻼﻝ،
ﻭﻳﻠﺘﻔﺎﻥ ﺑﻔﺮﺳﻴﻬﻤﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻜﺮﻭﻡ
ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ، ﻭﺑﻴﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻳﺴﺘﺤﺜﻪ: ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎﻭﻟﺪﻱ، ﻻﻳﻜﻮﻥ
ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .

ﻻﺣﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺘﻞ، ﺷﺪ
ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺮﺳﻦ، ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﺮﺳﻪ. ﺍﻋﺘﺼﺮ ﺟﺒﻴﻨﻪ
ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻣﻄﺮﻗﺎ،ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺑﻔﺮﺳﻪ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ: ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻫﺎﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ،
ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ.
ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻧﺪﻓﻌﺖ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ، ﺗﺠﻤﻊ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ، ﻭﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻤﺰﻗﻪ ﺍﻟﻨﺪﻡ، ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻫﺎﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺢ
\ ﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ. ﺃﻣﺎ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﺃﻣﻪ ﻭﺃﺧﻮﺗﻪ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻭﻋﻤﺘﻪ
ﺍﻷﻧﻴﺴﺔ، ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻔﻮﻕ
ﺍﻟﻮﺻﻒ. ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ : ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻠﻲ !! ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺑﺘﺸﺮﻳﻔﻚ ﻗﺮﻳﺘﻨﺎ، ﻭﺃﻋﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻌﻮﺩﺓ
ﺍﺑﻨﻨﺎ ﻳﺎﻫﻼ ﻳﺎﻫﻼ. ﻋﺸﺎﺅﻙ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ،
ﻭﻋﺸﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻛﻠﻬﻢ.
ﺃﺷﺎﺭ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﺎﻧﺪﻓﻊ ﻃﺎﺋﺮﺍ، ﺍﻧﺘﻘﻰ
ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻫﻢ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻠﻬﺎ
ﻭﺃﺷﺠﻌﻬﻢ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺣﻜﻤﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻋﺎﺩ
ﺍﻷﻣﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ .
ﺗﻠﻔﺖ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺴﺎﻩ ﻳﺮﻯ ﺇﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ،
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﻩ : ﺇﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮ
ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻴﻚ . ﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺄﺳﻰ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺧﻴﺮﺍ،
ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻣﻌﻪ ﺣﻤﺪﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻗﻬﻮﺓ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻬﺒﺎﺷﻪ ﻟﻴﻌﺪﻫﺎ ﻟﻠﻀﻴﻒ، ﻓﺤﻤﻞ
ﺍﻟﻤﻬﺒﺎﺵ ﻭﺍﺑﺘﻌﺪ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻭﺑﻬﺪﻭﺀ ﺭﺍﺡ
ﻳﻄﺤﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﺴﻴﻞ.
ﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩ ﻻﺣﻆ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﺑﻮﺿﻮﺡ، ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﺤﻤﻮﺩ
ﺍﻟﺪﻟﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺟﻴﻦ ﻣﻨﻪ، ﺻﺐ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ، ﺩﻕ
ﻣﺼﺐ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺑﻄﺮﻑ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﺣﺘﻲ ﻻﺗﺴﻘﻂ
ﺃﻱ ﻗﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﺃﻣﺴﻚ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻭﻗﺪﻣﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻠﻲ .
ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻵﺫﺍﻥ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ،
ﻗﺮﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺛﻢ ﺭﺍﺡ ﻳﻘﺮﺃ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻴﻦ ‏(ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .
ﻭﺍﻟﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﻃﻮﺭ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﺍﻷﻣﻴﻦ، ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ
ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ ‏) ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ
ﺛﺎﺭ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻳﺎﺷﻴﺦ
ﺻﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ، ﻓﺼﻤﺘﻮﺍ، ﺛﻢ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ،
ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺳﺄﻟﻬﻢ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﺭﺩﻭﺍ : ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ
ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ
ﺭﺍﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻳﻬﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ
ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻣﺎﺩﻣﺘﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﺟﻤﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ
ﺗﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺇﻣﺮﺃﺗﻪ !!!
ﻋﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺇﺫ ﺃﺩﺭﻙ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ
ﻳﻘﺼﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺍﻧﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮﻩ ﻳﻌﺎﻧﻘﻪ ﻭﻳﻘﺒﻞ
ﻳﺪﻳﻪ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﺟﺒﻬﺘﻪ :
ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻫﺬﺍ؟ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪ

ابراهيم نصر الله
زمن الخيول البيضاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق