الاثنين، 24 أغسطس 2015

كيف تخطو على جثة إبن أبيك

الاجابة عن السؤال : كيف تخطو على جثة ابن ابيك؟


يبدو السؤال صادم ورغم ذلك فإن اخرجناه من سياقه الاستنكاري فقد نجد
اجابات مثل :" لا احد يخطو على جثة اخيه" و " لا احد يشرب دم اخيه ماءا "
كذلك " لا يوجد من يأكل لحم اخيه ميتًا  فقد كرهنا ذلك".

كلها احلام وردية تبعد عن الواقع بعد البحار السبع. بحار من دماء الأخوة.

و ان كان السؤال "كيف تخطو على جثة ابن ابيك ؟!" سؤال استنكاري لا اجابة
له فإننا  ربما نحرك الإجابه عنه في عقل القارئ من خلال الإجابة عن
السؤال : من هو ابن ابيك؟


-١-
صاحبي اللي كتفه ف كتفي

لن اتحدث عن اعمامي وقد خطى بعضهم على الآخر, ليس لأنهم ليسوا اخوة ولكن
لأن احدهم خطى فوق جسد اخيه ولم يخط بعد فوق جثته.

لكني اقول ان الأخوة ليست في غالب الأمر ذات علاقة بالأبوين. فمثلا في
المدارس كانوا يزرعون بذرة الانفصال عن المنزل - بقصد او بغير قصد-
بالقول : "زميلك اقرب ليك من اخوك شوف الوقت اللي بتقضيه مع زميلك اكتر
من اللي بتقضيه مع اخوك. ". ها قد عزى البعض الأخوة الى الوقت الذي نمضيه
سويا.
يعزز هذا القول ان يرجع ابي خلافات العائلة لأن افرادها لم تكن تجمعهم
جلسات حميمة في صغرهم وكانوا مشتتين. مجددًا, عاملي الوقت و الصحبة.

ينتفي هذان العاملان تمامًا مع اول اصطفاف لنا في المظاهرة.

-٢-
صاحبي اللي كتفه ف كتفي بيخليني مطمن

يرى كثيرون ان الطمأنينة و السكون هي مرجل العلاقات ومحركها بل وفي كثير
من الاحيان هدفها ووجهتها. و من ذلك وفي ضوء ما يعبث بنا من بطش "الأمن"
و قبضة " امنية" و مسميات "آمنة" لمسببات الرعب في حياتنا, تبدو صداقاتنا
مع ابناء الرأي المشابه ولحظات الصدق التي نشعر بها في صحبتهم و نظرات
الصدق حين نتحدث عن امر كالفساد مثلا, تبدو هذه اللحظات من اوجه الأخوة و
القرابة بيننا على الرغم من عدم تسجيل تلك القرابة في سجلات الفساد
الحكومي ( مع العلم انها مسجلة وموثقة في سجلات " الأمن" ).

ولهذه النظرات الصادقة قصص اسرد منها فزعي وغربتي حينما انظر في عيني ابي
بينما احكي له عن ظلم ما او فساد ما. لا يصدقني. لا يصرح بذلك ولا يتكلف
الكذب به. فأرى في صحبته وقرابته اشد غربة, تدفعني على الفور نحو احد
الأصدقاء المصدقين, الذين بالمناسبة يشكو اهلي من تعلقي بهم اكثر من
تعلقي بهم, و اعجز في كل مرة ان اصارحهم بأني وجدت صلة قرابة جديدة غير
"اخ, اب, ام,.اخت ".
 هي القرابة التي اشتقّها امل دنقل من الأخوة و لو يسمح لي ان اعكس الأمر
 هذه المرة لأشتق منها الأخوة : " تلك الطمأنينة الأبدية بينكما "

-٣-
عارفه هيفضل جنبي مهما لقاني بتجنن

" - انت ليه مصمم تزوز اهل صاحبك رغم انه مات من سنة ونص؟
- عشان لو انا اللي كنت مت كان هو هيعمل نفس الأمر "

تقول الأسطورة بأن صديقك الحقيقي سيمنعك كثيرا قبل القفز من البرج, لكنه
سقفز معك ان اصريت.

لا اجد اقوى من الشعور اليومي بملازمة الموت و الاصرار على العودة مجددا
لخط النار - سويًا- جنبا الى جنب وكتفا الى كتف, لا اجد اقوى من الحرص
على مشاركة كل شيء يتعلق بحياتنا من رأي و نشاط بل ومشاركة نفس العدو,
حتى مشاركة النهاية, لا اجد اقوى من ذلك رابطة أخوة.
ليتحول سؤالي المتعجب " احنا ازاي كنا بنحب البلد اوي كدة ف محمد محمود؟"
 الى السؤال " احنا ازاي كنا بنحب بعض اوي كدة ف محمد محمود؟". مثلا.

لم اجد اقوى في لحظات علاقتي بأخي الأكبر من كونه يرافقني في هذه
المظاهرة, لا اعلم موقعه فيها ولم اره لكن كلانا قبل نزوله اغلق هاتفه و
جهز كذبة على والدته يتلوها ان عاد حيًا. كنت اشعر حينها أن بيننا ما هو
اقوى من اخوة بدأت في بيت ابي وفي ملاعب الكرة في  مدينتنا الصغيرة.
اعتقد ان تلك كانت الأخوة الحقيقية بيننا.

-٤-
مش من دمي ولا ابويا ولا عمي , لكنه اختار يكون جنبي

هذه حقيقة : ليس بيني وبين من يرفض الظلم مصلحة , وليس بيني وبين من
يساند الظلم عداء. كل ما في الأمر اني لا احب الظلم.

ليس بيني وبين ضحايا الظلم اخوة من او قرابة -من المتعارف عليهما- لكن لي
في قتلهم ثأر لأنهم رفعوا عني ظلم ولو لثانية, عطلوه عن السير فوق جثتي
ولو لأمتار, روت دماءهم عطشه فكف عنّي, هدأت حُمرة الدم شهوته مؤقتًا.
المهم اني احد المستفيدين من موتهم وكنت اعلم ذلك حينها وقبلها : انهم
كبش فداء.
كانوا يعلمون - اثق في ذلك- لكننا تعودنا على تسميات اخرى غير "كبش فداء"
تلك , تعودنا على " الصف الأول" و سلوك "سواقين الفيزبا" و "المجد
للمجهول"  و غيرها من معاني التضحية التي تخرج بموتهم عن منطقية أنه "
موت من اجل رأيهم" الى انسانية أنه " موت من أجل حق الجميع في التعبير عن
رأيه"

اختار كل منهم القرار الصعب اختار البقاء وراء حقي حتى الموت. (و اخص حقي
بالذكر لأن من المنطقي ان يدافع شخص عن حقه ولكنه من الانساني ان يدافع
عن حقوق الآخرين.) وفيهم تجسدت الإنسانية وبموتهم أُضيرت شديد الضرر.

من المنطقي ان يدافع الناس في بلاد بعيدة بعيدة عن حقوقهم الاقتصادية
فهذا يتعلق بقوت يومهم. ولكن من الانساني ان نشعر ان قوت يومهم لا يفرق
عن قوت يومنا في مشكلاته. ان نشعر بأن ثمة انكار داخلنا تجاه العنت ضدهم.
اقول ان الشعور بالأخوة ولا شيء اخر هو الذي يدفعنا للإيمان بأن قاتل
مسلمين يدعي انه خليفتهم لا يقل عن الكلب الذي يدعي انه اسد. و ان بدى كل
منهم غير ذلك, فإن وقع كلاهما في دواخلنا نفس الوقع. ورد فعلنا تجاه
مظاليم كل منهما نفس الرد. ذلك لأن بين المظلومين في هذه الأرض نفس
الرابط ونفس الأخوة التي لا يؤثر فيها الزمان او المكان.

-٢٦٩-
ربما تكون خاتمة القول ان غض الطرف عن اي ظلم وقع لأي شخص على هذه الارض
, حتى و ان كانت اليتيمة التي تسيء عمتها معاملتها, يضعك في نفس المكانة
-مع فارق ضئيل- مع مؤيد لحمامات الدماء والمذابح, فتلك المسكينة تجمعها
أخوة بتلك الدماء المهدرة, اخوة المظلومية التي تحرك في المظلوم الرغبة
في اعادة تشكيل التاريخ حينما يقرأه صحيحًا كما وقع ويؤمن تمام الإيمان
انه خطأ.

الاثنين، 17 أغسطس 2015

في ذكرى أحمد حافظ

-١-

اخوه اخد مصحف من جثة احد الشهداء و اكتشف يوم وفاته ان المصحف مع حافظ فلما راح له ياخده منه لقاه استشهد و المصحف اختفي.
-٢-
فيه ناس صحبتها في حد ذاتها دروس و غيابها كمان دروس. بيعلمونا لحد اخر لحظة في حياتهم.

-٣-
يمكن ماحدش منهم يعرف "كن كالمطر اينما حل نفع " ولا حد منهم سمعني بقول " وقتما حل نفع ". يمكن اصلا كتير منهم ما يعرفوش اني موجود, مش عرب, مش مسلمين, عايشين قبيلة ف جزر سليمان بيقرروا ما يصطادوش الكابوريا الا بعد موسم التزاوج عشان ما تتعرضش للانقراض وبيعلموا ده للعالم من الاف السنين, وبيوصي الاب ابنه بيه قبل ما تغرق بيه المركب. مثلا.

-٤-

اعتدت -مثلكم- على ان يسخر القدر مني, يحطمني, يعجزني, لكن هذه المرة انبهر من بلاغة القدر و حسن ادبه.
-٥-

طالما كان احمد حافظ الصديق اللي طول ما يشوفك لازم يعلمك حاجة, عن الكورة عن الافارقة عن العلاج الطبيعي عن الدين عن الموسيقى عن كذا او كذا. مش عشان قدسية غيابه, بس فعلا هو كان شخص نافع وكنت دايما بتعلم منه. عشان كده مش مستغرب ان حتى اللحظة الاخيرة ف حياته ولا اقول علمني كيف اقف مع الحق فقد علمنيها في حياته, بل ربط اختياره الاخير للحق تعاليمه السابقة على صدري.

المدهش اني تعلمت منه بعد وفاته ان ثمة قدر يجمع جثة صديقي من الشرقية بأحد معارفي من المنصورة. تعلمت من جثته ان ثمة قدر, اختلفت او اتفقت معه لكنه موجود. تبينت هذه الحقيقة. آمنت.
-٦-

لا يساورني شك ان المصحف انتقل الى شهيد تلاه شهيد تلاه شهيد وهو الان في يد شهيد منتظر.
-٧-

ادرك ان لا احد يعرف بأي ارض يموت, ولكني اعلم تمام العلم ان ثمة من اختاروا راضيين اين و متى وكيف سيموتون, فعلها افلاطون وفعلها كوبرنيكوس, وجبن على فعلها جالليو , ورراءه المليارات من النفوس البشرية التي اثرت الموت المجهول المعنى, لكن اصحابنا هؤلاء اثروا الموت ذو المعنى.

-٨-

من بلاغة القدر ان : استخدم القدر المصحف وهو تعاليم انتقلت من ديانة الى اخرى وعبر عصور واماكن مختلفة في الرمز الى تعاليم الدفاع عن الحق و الموت ذو المعنى الذي يتوارثه  الاحرار عبر عصور و اماكن مختلفة منذ اول من قال لا من فوق صليبه وحتى من يحمل ذلك المصحف بين يديه الآن.
-
في ذكرى احمد محمد حافظ
١-١-١٩٩١  / ١٦-٨-٢٠١٣

الأحد، 2 أغسطس 2015

اجمل من الشمس و القمر

ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻌﺮﻭﺳﻪ، ﺃﺻﺒﺤﺖ
ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ، ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ
ﺑﺎﻷﻣﺮ، ﻭﺗﻬﺎﻣﺴﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ : ﻫﻴﻚ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻻ ﺑﻼﺵ !! ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻌﺮﻭﺳﺔ ﺣﻴﺜﻤﺎ
ﻇﻬﺮﺕ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ..
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﺣﻴﻦ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮﻥ، ﺍﻧﺘﻔﺾ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺴﺘﻐﺮﺑﻮﻥ، ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﻧﻬﺎ
ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ !!
ﻓﺼﻤﺘﻮﺍ .
ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻞ، ﺣﻴﻦ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﺸﻜﻜﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﻮﻩ
ﻣﻨﻪ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ .
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺖ ﻳﺎﺭﺟﻞ، ﻫﻞ
ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻫﻤﺎ ﺃﺑﻬﻰ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎﺧﻠﻖ
ﺍﻟﻠﻪ، ﺗﻀﻲﺀ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻧﻬﺎﺭﻧﺎ ﻭﻳﻨﻴﺮ ﻟﻨﺎ
ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﻨﺎ؟ !!
ﺭﺍﺡ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﻟﻪ، ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺮﺃﺗﻪ،
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻱ ﺷﻚ، ﻫﻲ ﺃﺣﻠﻰ .
ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ
ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﺣﺪﻕ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻫﻞ
ﻳﻤﻜﻦ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺑﺪﻋﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻬﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﻲ . ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺟﻤﻞ.
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﺠﺄﺓ، ﺳﺄﻝ: ﺷﻮ
ﻓﻲ؟ !!
- ﻟﻘﺪ ﻃﻠﻘﺖ ﺍﻣﺮﺍﺗﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺐ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻱ. ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻌﺎ؟ !! ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﺷﺤﺎﺩﺓ.
ﻛﻄﻌﻨﺔ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﻜﺎﺭﺛﺔ.
ﺟﻦَّ، ﺭﺍﺡ ﻳﺮﻛﺾ ﻧﺤﻮ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﻣﻪ . ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺼﺮ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ
ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﺭﺃﺳﻪ : ﻭﻗﺎﻝ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻓﻜﺮ. ﻣﻦ
ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻴﺖ ﻟﻲ ﻭﻟﻨﻔﺴﻚ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ؟ !!
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺃﺣﺲ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺎﻓﺔ
ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻔﺼﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺤﺮ،
ﻋﺎﺩ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺣﺴﻨﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻛﻪ، ﺟﻠﺲ
ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ، ﻟﻜﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ
ﻟﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻪ ﻣﺎﻳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻟﻘﻠﺒﻪ .
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ، ﻫﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ
ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺸﻴﺦ، ﺭﺍﺡ ﻳﺮﺟﻮﻩ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﺃﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻣﺜﻠﻤﺎ
ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﻣﻀﻰ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺟﻨﻮﺑﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ
ﺟﺪﻭﻯ . ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ، ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ
ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺣﻘﻠﻪ، ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻪ
ﻓﺮﺳﻪ، ﺍﻧﺤﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﺳﻘﺎﻩ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ،
ﻭﺃﺳﻨﺪﻩ.
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺧﺎﻟﺪ ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ، ﻷﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻨﻪ ﻃﻮﺍﻝ
ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺐ
ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﺎﻫﺔ، ﻭﻫﺎﻫﻮ ﻳﺴﻮِّﺩ ﻭﺟﻬﻪ
ﺑﺮﻋﻮﻧﺘﻪ .
- ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻳﺎﻭﻟﺪﻱ؟ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥ ﻧﻌﻴﻨﻚ ﺃﻋﻨﺎﻙ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺳﻌﻴﻨﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺪ
ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻻﻳﻐﺎﺩﺭﻩ، ﻧﻈﺮ ﺧﺎﻟﺪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺒﻜﻲ .
ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺮﺍﺡ
ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﺃﻟﻴﻔﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ
ﺃﻃﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ : ﺯﻭﺟﺘﻬﺎ ﻟﻲ ﻭﺃﺿﻌﺘﻬﺎ
ﺃﻧﺎ.
ﻭﺍﻧﻔﺮﻃﺖ ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ .

ﺻﻤﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺭﺍﺡ ﻳﻌﺒﺚ ﺑﻠﺤﻴﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ،
ﻭﻗﻒ، ﺗﻤﺸّﻰ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺟﺪﺍﺭﻱ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﻋﺎﻗﺪﺍ
ﻳﺪﻳﻪ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ، ﻣﺤﺪﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ
ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺘﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻘﻠﻴﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ
ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺪﻭﺩﺓ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﻛﻮﺟﻮﻩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻲّ
ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺟﺪﻙ، ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺿﻴﻔﻲ
ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﻴﻔﻲ ﻟﻴﻮﻡ
ﺭﺍﺑﻊ. ﻭﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻠﻬﻤﻨﻲ ﺣﻼ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻷﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻚ
ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ .
ﻫﺰ ﺧﺎﻟﺪ ﺭﺃﺳﻪ : ﻭﻫﻞ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺤﻞ ﻳﺎ
ﻭﺍﻟﺪﻱ؟
- ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻴﺎ ﺍﻧﻬﺾ، ﺟﻬﺰ ﻓﺮﺳﻚ
ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺴﺎﻧﺎ ﻧﺼﻠﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ.
ﺭﺍﺣﺎ ﻳﻘﻄﻌﺎﻥ ﺍﻟﺴﻬﻮﻝ، ﻳﺼﻌﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻼﻝ،
ﻭﻳﻠﺘﻔﺎﻥ ﺑﻔﺮﺳﻴﻬﻤﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻜﺮﻭﻡ
ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ، ﻭﺑﻴﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻳﺴﺘﺤﺜﻪ: ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎﻭﻟﺪﻱ، ﻻﻳﻜﻮﻥ
ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .

ﻻﺣﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺘﻞ، ﺷﺪ
ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺮﺳﻦ، ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﺮﺳﻪ. ﺍﻋﺘﺼﺮ ﺟﺒﻴﻨﻪ
ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻣﻄﺮﻗﺎ،ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺑﻔﺮﺳﻪ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ: ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻫﺎﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ،
ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ.
ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻧﺪﻓﻌﺖ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ، ﺗﺠﻤﻊ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ، ﻭﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻤﺰﻗﻪ ﺍﻟﻨﺪﻡ، ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻫﺎﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺢ
\ ﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ. ﺃﻣﺎ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﺃﻣﻪ ﻭﺃﺧﻮﺗﻪ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻭﻋﻤﺘﻪ
ﺍﻷﻧﻴﺴﺔ، ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻔﻮﻕ
ﺍﻟﻮﺻﻒ. ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ : ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻠﻲ !! ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺑﺘﺸﺮﻳﻔﻚ ﻗﺮﻳﺘﻨﺎ، ﻭﺃﻋﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻌﻮﺩﺓ
ﺍﺑﻨﻨﺎ ﻳﺎﻫﻼ ﻳﺎﻫﻼ. ﻋﺸﺎﺅﻙ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ،
ﻭﻋﺸﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻛﻠﻬﻢ.
ﺃﺷﺎﺭ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﺎﻧﺪﻓﻊ ﻃﺎﺋﺮﺍ، ﺍﻧﺘﻘﻰ
ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻫﻢ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻠﻬﺎ
ﻭﺃﺷﺠﻌﻬﻢ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺣﻜﻤﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻋﺎﺩ
ﺍﻷﻣﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ .
ﺗﻠﻔﺖ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺴﺎﻩ ﻳﺮﻯ ﺇﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ،
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﻩ : ﺇﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮ
ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻴﻚ . ﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺄﺳﻰ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺧﻴﺮﺍ،
ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻣﻌﻪ ﺣﻤﺪﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻗﻬﻮﺓ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻬﺒﺎﺷﻪ ﻟﻴﻌﺪﻫﺎ ﻟﻠﻀﻴﻒ، ﻓﺤﻤﻞ
ﺍﻟﻤﻬﺒﺎﺵ ﻭﺍﺑﺘﻌﺪ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻭﺑﻬﺪﻭﺀ ﺭﺍﺡ
ﻳﻄﺤﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﺴﻴﻞ.
ﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩ ﻻﺣﻆ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﺑﻮﺿﻮﺡ، ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﺤﻤﻮﺩ
ﺍﻟﺪﻟﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺟﻴﻦ ﻣﻨﻪ، ﺻﺐ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ، ﺩﻕ
ﻣﺼﺐ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺑﻄﺮﻑ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﺣﺘﻲ ﻻﺗﺴﻘﻂ
ﺃﻱ ﻗﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﺃﻣﺴﻚ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻭﻗﺪﻣﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻠﻲ .
ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻵﺫﺍﻥ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ،
ﻗﺮﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺛﻢ ﺭﺍﺡ ﻳﻘﺮﺃ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻴﻦ ‏(ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .
ﻭﺍﻟﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﻃﻮﺭ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﺍﻷﻣﻴﻦ، ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ
ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ ‏) ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ
ﺛﺎﺭ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻳﺎﺷﻴﺦ
ﺻﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ، ﻓﺼﻤﺘﻮﺍ، ﺛﻢ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ،
ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺳﺄﻟﻬﻢ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﺭﺩﻭﺍ : ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ
ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ
ﺭﺍﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻳﻬﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ
ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻣﺎﺩﻣﺘﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﺟﻤﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ
ﺗﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺇﻣﺮﺃﺗﻪ !!!
ﻋﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺇﺫ ﺃﺩﺭﻙ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ
ﻳﻘﺼﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺍﻧﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮﻩ ﻳﻌﺎﻧﻘﻪ ﻭﻳﻘﺒﻞ
ﻳﺪﻳﻪ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﺟﺒﻬﺘﻪ :
ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻫﺬﺍ؟ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪ

ابراهيم نصر الله
زمن الخيول البيضاء