شيخ فلتان
تفحص الوجوه مجددًا
منتظرًا أن يبدي أحدهم تعجبه على الأقل مما يقول, فهو يعلم أنهم جميعًا يعرفون
كيفية الصلاة و نواقض الوضوء و الفروض و النوافل وغيرها من مفردات خطبته التي
إستبدل بها فجر اليوم خطبته المُعدة سلفًا عن فتنة النساء.
بينما يشرح لهم فضل
النوافل, تساءل في نفسه: كيف كان ليخطب فيهم فتنة الناسء و يحثهم على عدم الوقوع
فيها و الإستعصام كسيدنا يوسف, وقد وقع فيها بنفسه ليلة أمس الشيخ يوسف؟
ضحك صديقه مكررًا تحديه
له: صدقني, سوف نتقابل يومًا ما على إحد طاولات حانة في وسط المدينة ولن تكون
حينها تلقي على السكارى عظاتك عن التدخين و المخدرات و المفاسد, لا تسألني كيف
علمت ذلك فلست مدعي غيب يا مولنا, ولكني مندهش من إصرارك على المضي قدمًا في زيفك
الذي يبدو جليًا في عينيك أنك أول المكذبين له و أول العاصين لأوامرك!
-
أشار للنادل أن يضم حساب
صاحب الركن البعيد الملبد بغيوم الحشيش إلى حسابه, وبينما هو خارج من إبتسم لصديقه
وحيّا كل منهما الآخر بعلامة النصر.
الصحراء الغربية
10 يناير 2015